تعرَّض القرآن منذ أول نزوله على رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- وحتى اليوم إلى هجوم شديد وحرب شرسة وتشكيك في آياته ومقاصده ومراميه وإنه قول بشر، وأن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعلمه بشر كذلك.
كما يوصي أعداء الإسلام بعضهم بعضًا ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26)﴾ (فصلت)، أو يطلبون من الرسول- صلى الله عليه وسلم- ﴿ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ﴾ (يونس: من الآية 15)، كما ذهب اتهامهم إلى الزعم بأنه ﴿وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (5)﴾ (الفرقان).
وإن الصفات الشائنة التي وصف بها الكفار رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من أمثال: شاعر، كاهن، كذاب، مجنون، أفاك، وغير ذلك من الأوصاف التي حفل بها قاموسهم من السباب والشتائم؛ سواء في الوقت الذي نزل فيه القرآن، أو تحفل به كتب المستشرقين في القرون المتأخرة ومن سار على نهجهم من العرب والمسلمين الذين تتلمذوا على كتبهم وأفكارهم، من أمثال نصر حامد أبو زيد، أو محمد عرجون الذي مات أخيرًا، وغيرهما ممن يدعون أن القرآن منتج بشري، ورفع القداسة عن كثير من أحكام القرآن وقوانينه باعتبار نسبية هذه الأحكام، وعدم مناسبة كثير منها للعصر الحديث؛ حيث إنها لا تناسب الزمان ولا المكان، إلى غير ذلك من الطعون.