ما هي المغامرة؟

جاء في المعجم: "غامر فلان: رمى نفسه في الشدائد، وغامر فلاناً: باطشه وقاتله، ولم يبال الموت فهو مغامر"(1).

إذن فالمغامرة فيها الكثير من المخاطرة والشدائد. ولكن المغامر لا يبالي هذه المخاطر لأنه يعتقد أنه سينتصر.


أصول المغامرة

للمغامرة أصول لا يمكن أن تتم وتؤتي ثمارها من غيرها، ومن أبرز هذه الأصول:

وجود هامش الخسارة:

فمادامت تسمى مغامرة فلابد من وجود نسبة من الخسارة أو الهزيمة، وقد تكون هذه الخسارة50% تزيد أو تنقص، ولكن المغامر عادة يكون ذا ثقة بالنصر والربح، حتى وإن كان يرى هامش الخسارة كبيراً جداً مادامت هناك فرصة للنجاح وإن كانت ضئيلة


غلبة الظن بالنجاح:

فالمغامر وإن كان يرى نسبة الخسارة كبيرة أو الخطورة موجودة، ولكنه يغلب على ظنه أنه سينجح ويربح، ويتفاءل دائماً بالربح والنجاح

النظر للنتيجة:

والمغامر وهو يقدم على مغامرته ومخاطرته ينظر إلى نهاية المطاف، ويرى النتيجة من هذه المغامرة واضحة لديه، فأحد أكبر الدوافع لديه لهذه المغامرة ما يراه منذ البداية من تحقيق للنصر والربح، بل ويعيش به ويحلم فيه، ويراه كأنه رأي العين، وهذا ما يدفعه إلى الإصرار للاستمرار في مغامرته.


عدم المبالاة للمثبطين:

معظم الناس يخافون من الجديد، ولا يحبون التحول إلى الجديد، ويفضلون البقاء على ما هم عليه، لأنهم يخافون ما يمكن أن يحدث من خسائر من الجديد، لذلك يندفعون بقوة من باب الحرص على المغامر، أو من باب الخوف من نجاحه وبقائهم في أماكنهم، يندفعون بتخويفه من النتائج السلبية التي تنتظره، ومما يمكن أن ينبني على مغامرته.


القياس على التجارب الناجحة:

فالمغامر مفعم ومتشبِّع بالتجارب الناجحة التي قام بها في السابق، والمغامرات التي قام بها ونجحت نجاحاً مبهراً، مما شجعه للإقدام على هذه المغامرة الجديدة، والمغامر عادة لا يقدم على مغامرته إلا بناءً على مغامرات ناجحة سابقة.


قوة صناعة القرار:

فالمغامر ذو شخصية قوية، وهو يعرف كيف يتخذ القرار، ويتحمل تبعة اتخاذه لهذا القرار، وهو بعيد كل البعد عن صفة التردد والخوف.


الثقة بالنفس:

المغامر شخصية تثق بنفسها إلى أقصى الحدود، إلى درجة التهور في بعض الأحيان، ولهذا السبب فإنه لا يتأثر بالمثبطين والمخوفين، وفوق ذلك فهو يملك همة عالية غير اعتيادية في ارتياد الأخطار صاحبته منذ أن كان صغيراً.


لا يخاف الفشل:

معظم الفاشلين في الحياة، يستمرون في فشلهم، أو في أماكنهم التي يقبعون فيها عشرات السنين، ولا يقدمون خطوة واحدة للأمام، لأنهم يخافون العواقب، ويخافون الفشل، رغم أن الذي هم فيه يعتبر فشلاً، لذلك يكرهون ويحاربون الجديد، بينما المغامر لا يخشى الفشل، ولا يرهب الهزيمة أو الخسارة، لأن لديه القدرة على تحويلها إلى النجاح





أنواع المغامرين

هناك نوعان من المغامرين في هذه الحياة:



الأول: وهو الأكثر، ويشكل 90% من المغامرين، ويقْدم على الأمر دون دراسة متأنية ودون حساب دقيق للربح والخسارة أو النجاح والهزيمة، ودون دراسة للظروف، والواقع والقدرات والإمكانات، وبالتالي يقع في الكثير من المشكلات.

والثاني: هو الذي يمتلك قدراً كبيراً من الأصول التي تناولناها في هذا البحث.. فهو يدرس الواقع جيداً، ويدرس الربح والخسارة ويدرس الأخطار، ويضع لها خطة للخروج منها حين الوقوع، ويعرف كيف يحولها إلى ربح .



أنواع المغامرات

هناك أنواع كثيرة من المغامرات، منها الصفقات التجارية، ومنها القرارات السياسية، ومنها القرارات الفنية، ومنها القرارات والمحاولات الاجتماعية.