بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ




وأفصل الصلاة على خير الخلق



سيدنا ومحمد وعلى أله وصحبه أجمعين



وعلى من إتبعهم بإحسان إلى يوم الدين






أخواتي الفاضلات



أود أن نستعرض معاً هذا الموضوع المهم في آداب الحوار



جمعتها من عدة مواضيع و حاولت جاهدة تلخيصها في موضوع واحد



لما في هذا الموضوع من أهمية عظمى في حياتنا و خصوصا أن أغلب المشاكل في الحياة بشكل عام



كلمة فتحت قلوب و عمرت بيوت و انبتت الخير



وكلمة اخرى كان ماكان لها من الدمار و الندم .

بداية الموضوع ولكل شيء بداية ، فديننا العظيم لم يخفى عليه صغيرة ولا كبيرة في حياتنا إلا وتناولها بجميع جوانبها فنتناول في مستهل الموضوع آداب الحديث والاستماع من الكتاب والسنة فلا يوجد تأثير على قلب المسلم أكبر من القرآن الكريم و السنة الشريفة .



*فإن من آداب الحديث والاستماع بين الناس الابتداء بالسلام عند بداية التلاقي ورد المسلم عليه، ويدل لتأكده ما في الحديث



(من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه)



رواهالطبراني وأبو نعيم وحسنه الألباني.



*ومنها: مخالقة كل منهما للآخر بالأخلاق الحسنة، وتبسمه في وجهه، والحرص على القول الحسن، والحوار الحسن، والبعد عن التجريح والسب والفحش في القول والسخرية والاستهزاء، ويدل لهذا ما في الحديث





) وتبسمك في وجه أخيك صدقة)



رواهالبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.



وفي البخاري عن أنس قال





)لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا(



وفي الحديثالآخر:





(ولا تحقرن شيئا من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف)



رواه أبو داود والترمذي وصححه الترمذي والنووي والألباني.



ويدل له كذلك قول الله تعالى: وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً {البقرة:83}، وقال تعالى: وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {الإسراء:53}، وقوله تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل:125}،





وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه، كما في الحديث الذي رواه أحمدوالبخاري في الأدب وأبو داود والنسائي وحسنه الأرناؤوط.



ومنها: الاستماع إلى المتكلم حتىيفرغ وعدم مقاطعته، ويدل لهذا ما رواه عبد بن حميد في مسنده،والبيهقي في الاعتقاد،وأبويعلى الموصلي في مسنده،والبغوي في تفسيره،وابن إسحاق في السيرة في قصةعتبة بن ربيعة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في مضمونها





أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما جاءه عتبة بن ربيعة استمع له حتى أنهى كلامه ثم قال له: أفرغت يا أبا الوليد، قال: نعم، قال: فاستمع مني، قال: أفعل، فقرأ الرسول عليه من بداية سورة فصلت حتى انتهى إلى السجدة.



ومنها: تحلي كل منهما بالصبر والصفح والحلم، ومواجهةالخطاب السيء بالخطاب الحسن، وهذا هو هدي الأنبياء فإن موسى لم يرد بالمثل على من اتهمه بالجنون،ونوحا لم يرد بالمثل على من اتهمه بالضلال،وهودا لم يرد على من اتهمه بالسفاهة، إلى غير ذلك منالآداب